حياة القديس جيروم (ايرونيموس)

 حياة القديس جيروم

(ايرونيموس)

 

ولد ايرونيموس من أبوين مسيحيين ببلدة ستريدون قرب أكويلا بإيطاليا حوالى سنة 345م. وفى حداثته ذهب إلى روما حيث درس الخطابة واشتغل فترة بالمحاماة. ويقول عن نفسه إنه سقط فى الخطية ولكنه انجذب بعدها إلى صداقة مجموعة من الشبان المسيحيين الذين أثروا فى حياته وكان يزور معهم قبور الشهداء فى سراديب روما. وفى سنة 366 اعتمد بيد البابا ليباريوس.

كان جيروم منذ شبابه مغرمًا بالدراسة وبدأ يكوّن لنفسه مكتبة خاصة منذ شبابه المبكر. وقال بجولة فى بلاد الغال (فرنسا) عن طريق شمال إيطاليا، وفى أثنائها تعرّف بروفينوس، وقضى فترة فى تريف، وكان يقوم بنسخ المخطوطات، وكتب تفسيرًا رمزيًا لسفر عوبديا. ثم رجع إلى إيطاليا، وقضى هناك ثلاثة سنوات فى أكويلا حيث بدأ فى السير نحو هدفى حياته وهما. دراسة الكتاب المقدس، وممارسة الجهاد النسكى.

 فى 373 سافر ايرونيموس إلى الشرق مع بعض أصدقائه من النساك عن طريق شمال اليونان..... وغلاطية وكبادوكية وكيليكيا إلى أن وصل إلى أنطاكية حيث استراحوا لبعض الوقت، وهناك أصيب ايرونيموس بحمى شديدة قارب الموت بسببها، وأثناء هذه الأزمة قرر ترك كل الاهتمامات والقراءات الرومانية وتكريس نفسه للدراسات المسيحية وخاصة الكتاب المقدس.

 تعلم ايرونيموس اللغتين اليونانية والعبرية. وقام بترجمة العهد القديم من العبرية إلى اللاتينية لغته الأم، وهذه أول مرة تترجم فيها التوراة من العبرية إلى اللاتينية مباشرة بعد أن كانت الكنيسة اللاتينية تستخدم النسخة السبعينية اليونانية. وهذه الترجمة هى المعروفة باسم الفولجاتا Volgate.

 ومن أشهر كتب القديس ايرونيموس كتاب "مشاهير الرجال" (Viris Illustratus) الذى أشرنا إليه فى كتاب "مدخل إلى علم الآباء" كأحد المراجع عن عدد كبير من الآباء بعد كتاب "تاريخ الكنيسة " لأوسابيوس.

 وقضى ايرونيموس 40 سنة فى بيت لحم يعيش الحياة النسكية مع عدد من الأصدقاء والتلاميذ والتلميذات. وترجم نصوصًا كثيرة لبعض المعلمين السابقين من بينهم أوريجينوس إلى اللاتينية، وكتب تفسيرات لعدد كبير من أسفار الكتاب المقدس خاصة العهد القديم. وتنيح ايرونيموس سنة420 م ودُفن فى بيت لحم.

لم يستطع العلماء أن يحددوا تاريخًا دقيقًا لإلقاء هذه العظة. وكل ما وُجد عنها فى هوامش كتابات ايرونيموس باللاتينية أنها أُلقيت فى عيد الميلاد 25 ديسمبر فى حضور الأسقف ودون تحديد من هو الأسقف الذى ألقى ايرونيموس العظة فى حضوره. ويرجع العلماء أنها أُلقيت فى إحدى السنوات بين 394-405

 

قرطاجة حوالي 160-220م

1. سيرته

هو كوِنتوس سيبتيموس فلورنس ترتليانوس، ابن قائد مئة روماني، درس الحقوق ومن المحتمل بأنه عمل كمحامي في روما.

بين عامي 190 و 195 في أثناء وجوده في روما أثّرت فيهِ شجاعة الشهداء المسيحيين، فإعتنق المسيحية ثم رحل إلى اليونان وربما إلى آسيا الصغرى.

عاد عام 197 إلى قرطاجة حيث تزوَّج.

بحسب شهادة جيروم، سيمَ ترتليانوس كاهناً في كنيستهِ المحليَة، لكنه في كتاباتهِ لا يذكر هذا الأمر لا من قريبٍ ولا من بعيد.

أصبح عام 207 داعيةً للمونطانية، إحدى الفرق التي كانت تدعو إلى حياة تقشُّفية متشدّدة، والتي اعتبرتها الكنيسة فيما بعد بدعة.

بعد عام 220 لم تصلنا عنهِ أية معلومات.

كان ترتليانوس في زمنهِ أحد أكثر دعاة المسيحية حماساً.

 

لديهِ كتابات لاهوتية عديدة، وصلنا منها 31 كتاباً في الإيمان والدفاع عن العقيدة ضد الهراطقة والأخلاقيات المسيحية.

 

أثر ترتليانوس بشكل كبير في آباء الكنيسة بالأخص الآباء الغربيين، وخصوصاً كبريانوس. وقد كان علَّامةً في اللغتين اليونانية واللاتينية، فكان أول من كتب عن اللاهوت باللاتينية،

 

وفي هذا المجال لا يمكن أن يُنسى بأنهُ أول من صاغَ كلمة ثالوث (Trinitas) وأدخَل كلمة أقنوم (Persona)، وأوضح بعض المفاهيم الثالوثية والكريستولوجية.

 

2. من أهم أعمالهِ

 المنافحة (أو الدفاع عن التوحيد: Apologeticus)، وهو عبارة عن دفاع عن المسيحية ضد الاتهامات التي كانت توجَّه إليها مِن قِبل الوثنيين.

 

 في تحديد الهراطقة (De prae******ione haereticorum)، وفيهِ يوضِّح كيف أنه للكنيسة وحدها الحق في تحديد عقائد الإيمان القويم وماهي الهرطقات.

 في المعمودية (De Baptismo).

 في الصلاة (De Oratione).

 في التوبة (De Poenitentia).

 في الطهارة (De Pudicitia).

 

3. لاهوته

قد اتّسمَ فكر ترتليانوس اللاهوتي بالدفاع ضد الغنوصية، فكان بذلك تلميذاً لإيريناوس أسقف ليون، مما يجعلهُ يؤكد وحدة الكتاب المقدس كعهدين (ضد مَرقِيون)، أهمية إيمان الكنيسة في تأويلهِ، وفوق كل شيء حقيقة "جسد" المسيح، أي ولادته الحقيقية، موته وقيامتهُ، ضد كل محاولات التفسير الرمزيّة أو الظاهرية.

 

يبرز دور ترتليانوس مهماً في تتبُّع أشكال ممارسة سر التوبة في تاريخ الكنيسة.

إن كتابه "في التوبة" (De Poenitentia) الذي ألَّفهُ بينما كان مايزال في حضن الكنيسة، كان يحث الخطأة على التوبة في الكنيسة، حيثُ كان يعتبرها فرصة تمنح لمرَّة واحدة فقط، وقد كان يُشدّد على موضوع الاعتراف العلني (exhomologesis

 

أما في كتابهِ الذي ألفه في الفترة بعد اعتناقهِ المونطانية، فقد كان يعتبر بأن الخطايا هي مقسمة إلى نوعين:

خطايا عرضية وهي الخطايا القابلة للغفران، وخطايا لا تُغتَفر أي الزنى والقتل والإجحاد.

وكان يعتقد بأن غفران الخطايا هو قدرة أعطاها الله فقط للأشخاص الروحيين، وليس للأساقفة.

وقد كان ترتليانوس كجميع المونطانيين يقول بأنه على المسيحيين أن يقبلوا بالإضطهاد وألا يُظهروا أية مقاومة أو محاولة للدفاع عن النفس أمام الشهادة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

45- قبل أن يجتمعا  

رجال الدين والعلم -1 بعض الشخصيات الدينية وعلاقتها بالعلوم