ســؤال لاهـوتي ...هل المسيح دفع الدين لأقنوم الأب أم دفعه للعدالة الإلهية ؟

ســؤال لاهـوتي ...
هل المسيح دفع الدين لأقنوم الأب أم دفعه للعدالة الإلهية ؟
ولماذا اختص أقنوم الأب بأخذ الثمن؟
وهل الإله يدفع فدية لإله؟
وهل المشهد علي الصليب كان بين أقنومين، أين الروح القدس ؟
وهل نأكل جسده ونشرب دمه كثمنًا نستحقه أم كهبة مجانية أعطيت لنا ؟ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لقد دفع الدين لأقنوم الأب كممثل للثالوث ( الله = ثلاثة أقانيم ) ...فوصل للثلاثة أقانيم .
مثال :- 
إذا أعطيت مثلث من الذهب و أوصلت أحد رؤوسه بالكهرباء ، هل ستنتقل الكهرباء أم تظل في الدأر ( رأسه التي أوصلتها بالكهرباء ) ، بالحقيقة ستسري الكهرباء في المثلث بأكمله وبنفس فرق الجهد . 

2- " توزيع الأدوار علي الصليب بين الأقانيم " :- 
- لقد أخذ الأب علي الصليب دور الديان ، أما الإبن فأخذ دور الشفيع ، لكن في المجئ الثاني سيأخذ الإبن دور الديان . " لأن الأب لا يدين أحدا " . 
" لأن الآب لا يدين أحدا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن ، لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب." . ( يوحنا 5 : 22 ، 23 ) . ( في المجئ الثاني ) .
( أما علي الصليب ) .. فكان دوره ( الشفيع ) " فقال يسوع: «يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون»." (لو 23: 34) . 
( فتوزعت الأدوار بحيث لا يأخذ الإبن دور الشفيع و الديان في نفس الوقت ) .
.
3- ماذا عن الروح القدس ؟ ماذا كان دوره علي الصليب ؟ 
- كان الروح القدس هو النار الإلهية التي أصعدت الذبيحه ، ففي العهد القديم (مثال أيام إيليا النبي ) كانت تنزل نار علي الذبائح فتلتهمها ، بل حتي الماء الذي كان في الأنيه حول المذبح قد إلتهمته ..
.
( فــالإبن بذل نفسه علي الصليب ، والروح القدس أصعد الذبيحه ككفارة عن خطايانا ، والأب استقبلها كديان قصاد العدل الإلهي للثالوث كله ) .
.
- وكتابيا فقد أخذ الروح القدس دور ( الديان ) بعد يوم العنصرة وحتي المجئ الثاني ، فعندما كذب حنانيا وسفيرة علي بطرس ( وكانت الكنيسة حينها منقادة بواسطة الروح القدس ) ، حكم عليهم من فم الروح القدس ( الكنيسة ممثلة في بطرس الممتلئة بالروح القدس ) فماتوا .... 
- " فقال بطرس: «يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل ؟
- فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات. وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك.
- فقال لها بطرس: «ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب، وسيحملونك خارجا». " . ( أعمال 5 : 3 ، 5 ، 9 ) .
لذلك أيضا حين تفرز الكنيسة الآن ( أحد الهراطقة ) تقول من فم الروح القدس نحرم أريوس ، نسطور .... إلخ ....
.
( فالأب أخذ دور الديان علي عود الصليب ، والروح القدس أخذ دور الديان ما بين يوم العنصرة والمجئ الثاني ، والإبن سيأخذ دور الديان في المجئ الثاني ) .
.
4- نقطة أخري :- أية ( عبرانيين 9 : 14 ) :- 
" فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب " 
- لله هنا واضح انه اقنوم الأب لأنه قال المسيح ، فلن يكررها مرتين .. كمان مش هيقدم نفسه لنفسه ، كمان بروح أزلي ( الروح القدس) ، فعند الجلجثة ... الثلاثة تمموا الفداء . 
( في العمل الواحد للثالوث كل أقنوم يكون له دور ، وعمر ما كان لهم دور واحد ....أبدا ) 
.
الأب له خاصية الأبوة ( والد + باثق ) ، الإبن له خاصية الولادة ( مولود ) ... مينفعش يبقي والد ومولود في نفس الوقت ، والروح القدس له خاصية الإنبثاق .
.
5- هل حقا دفعت الفدية من إله لإله ؟ وهل يجوز ؟ وكيف يقبلها .. ان لم يكن في حاجة لها من الأساس ؟ 
- حينما قدم الإبن الفدية للأب ... قدمها بصفته رأس الكنيسة ، أدم الثاني المتجسد .... فحينما نولد في المعمودية ( الولادة الجديدة ) نرث بره مثلما ورثنا الخطية الأصلية من أدم .
( الولادة بتورث " فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17) .
فهو قدم الفدية كنائب عن البشرية و قدم من حيث انسانيته ، ( قدم نفسه كإنسان لا كإله ) لكن بسبب اتحاد طبيعته الإلهية بناسوته ... فالناسوت ده قيمته غير محدودة بسبب اتحاده بالاهوت ، 
( قيمته وليس حجمه ) قيمته الأدبية ...
" إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذا ماتوا " (2 كو 5: 14).
إذا فهو ناب عن البشرية كلها وورثنا نحن بر المسيح لذلك يقول :-
" لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " (غل 3: 27) .
ماذا تعني كلمة لبستم ؟ تعني اننا لبسنا بر المسيح .
.
# الفكرة هي أن الفداء هو " عطية من الثالوث القدوس كله " :- لأن الأب أيضا بذل :- 
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " (يو 3: 16) . 
كما أن الروح القدس هو من كون الناسوت الذي صلب علي الصليب 
والإبن هو الوسيط ( الشفيع ) بين الله والناس 
.
# كذلك في المزمور يقول " بذبيحة وتقدمة لم تسر " ، فإقتبسها بولس في رسالة العبرانيين :- 
«هنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا ألله» (عب 10: 9) .
«أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك».(عب 2: 12) .
«ذبيحة وقربانا لم ترد، ولكن هيأت لي جسدا. (عب 10: 5) .
هنا المسيح يقول للأب أنا آتي لأصنع مشيئتك لأنك أنت من صنعت لي جسدا ، لأن الأباء القديسيين مثل أثناسيوس قالوا ان كل نعمة ، عطية ، قدرة لها أصل في الأب وتتحقق من خلال الإبن بواسطة الروح القدس ... فعطية تكوين الناسوت ... هي قدرة نابعه من أقنوم الأب من خلال الإبن الذي اشترك في تدبير الفداء وقام بها الروح القدس في بطن العذراء مريم .
.
- لذلك الأب فادي والإبن فادي والروح القدس فادي ... والإبن وفي للعدل الإلهي كله حقه ، ولكن بتوزيع الأدوار ... لأن الأب لن يتجسد فأخذ دور الديان ... والإبن أخذ دور الشفيع وفي اليوم الأخير سيأخذ دور الديان من أجل كل من استهان بالثمن الذي دفع ( ان لم يتب ) .
" فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا، وازدرى بروح النعمة؟ " . (عب 10: 29) . والروح أصعد الذبيحة . 
.
# نقطة أخري هامة :- لقد مسح الروح القدس المسيح في نهر الأردن ...، فلماذا لا نقول كيف يعطي الإله مسحه لإله ! مثلما نقول كيف قدم ( الإبن ) فدية ل ( الأب ) ! ! 
هذا لأنه مسحه حسب انسانيته ... انما الجوهر الإلهي فهو واحد 
" روح الرب علي، لأنه مسحني " (لو 4: 18) .
فهل أعطي الروح القدس مسحه للمسيح ؟؟؟ نعم ولكن ليس بحسب ألوهيته وانما بحسب انسانيته كرأس للكنيسة وأدم الثاني ... المتجسد .. فكنائب عن البشرية قبل المسحه بحسب انسانيته .... 
كما قبل بحسب انسانيته الذي أخذها منا ...مذاقة الموت بالجسد أيضا .
.
6- هل نتناول ثمنا نستحقه أم هبة مجانية ؟ 
نقول في القداس الباسيلي ( الموجه للأب ) " نقرب لك قرابينك من الذي لك علي كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال " .. فالمسيح عبارة عن تقدمة ( قربان ) قدمناها للأب كذبيحة شكر ، سلام ، و كذبيحة كفارة ( طاعة كاملة ) لله الأب ، 
وفي نفس الوقت هو عطية من الأب لينا .....
" لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح " (1 تي 2: 5) .
المسيح هنا يقف في دور الوسيط 
لأجل أن تعلن قداسة الله كديان للخطية ولإعلان انه بدون دم لا تحصل مغفرة .
" فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد " (رو 8: 3) .
.
- و يؤكد قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه بدع حديثة ص 73
علي أن " سر الإفخارستيا ليس ثمنا نستحقه وإنما هو هبة مجانية أعطيت لنا وليست ثمنا " .
.
* " نحن كنا أمواتا بالذنوب والخطايا " ( أف 2 : 1 ) " 
- نحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهي بذنوبنا وهو الذي دفع الديون عنا. ( قسمة للإبن ) . 
بل بالأكثر لم يكن لنا ما يوفيا فسامحنا جميعا . ( لو 7 : 42 ) .

✍️ العلامة اللاهوتي مثلث الرحمات الانبا بيشوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح