المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي4- مجمع نيقية: 1- ظروف انعقاده

المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي
4- مجمع نيقية: 1- ظروف انعقاده
 

هدأت أمواج الاضطهادات التي لاقتها الكنيسة لمدة ثلاثة قرون بصدور مرسوم التسامح الديني في عصر الملك قسطنطين 313 م.، وهو المّسَمَّى "منشور ميلانو" الذي اعترفت فيه الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية ديانة مسموح بها رسميًا. ثم جاءت الحاجة ملحة لعقد مجمع مسكوني بسبب:

St-Takla.org Image: An Eastern Orthodox icon depicting the First Council of Nicea (325). صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة ارثوذكسية شرقية تصور مجمع نيقية الأول (325 م.)

St-Takla.org Image: An Eastern Orthodox icon depicting the First Council of Nicea (325).

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة ارثوذكسية شرقية تصور مجمع نيقية الأول (325 م.)

أ-حل مشكلات تنظيمية خاصة بالإيبارشيات، ولتحديد موعد موحد لعيد الفصح (عيد القيامة المجيد).

ب- أما السبب المباشر لعقد المجمع فقد كان بدعة أريوس، لأن الإمبراطورية كادت تنقسم بسبب تلك البدعة.

انعقد المجمع المسكوني بأمر الملك قسطنطين خوفًا من الانقسام الحاد الحادث في الإمبراطورية بسبب بدعة أريوس. وكان انعقاده سنة 325م في نيقية بعدد 318 أسقفًا، كما ذكر القديس أثناسيوس الذي كان شاهد عيان وأحد أعضاء المجمع في خطاب له(1). في البداية كان 16 أسقفًا مؤيدين لأريوس، و22 أسقفًا مؤيدين للبابا ألكسندروس، والباقي لم يكن موقفهم قد تحدد بعد. أما بنهاية المجمع فقد ظل أسقفين فقط مؤيدين لأريوس وهما سيكوندوس وثيئوناس اللذين رفضا التوقيع على إيمان المجمع مع الكهنة الملتصقين بهم(2)، وفى أيام القديس أبيفانيوس كانت توقيعات الـ318 الحاضرين في نيقية لازالت موجودة.(3) هذا كان بفضل شرح القديس أثناسيوس للإيمان ورده على افتراءات أريوس، وفي هذا نرى مدى عظمة الدفاع السكندري في المجمع. ولم يكن الوصول لقرار المجمع بالأمر الهين بل استدعى الأمر مجهودًا رهيبًا.

 كان البابا ألكسندروس، كما ذكرنا، قد عقد مجمعًا محليًا عام 318 م. حرم فيه أريوس وتعاليمه، وجرده من رتبته الكهنوتية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فغادر أريوس مصر إلى فلسطين وآسيا الصغرى إلى صديقه أوسابيوس أسقف نيقوميديا، حيث بدأ في نشر تعاليمه في صورة مقطوعات شعرية في كتابه المسمى "ثاليا" أي الوليمة Banquet، ولحّن هذه المقطوعات ولقّنها لأتباعه ليعلموها للناس في صورة تراتيل.

انخدع أوسابيوس بضلال أريوس وعقد مجمعين مكانيين سنة 322 م، 323 م. تقرر فيهما: إلغاء الحرم الصادر من البابا ألكسندروس (19) ضد أريوس، وكان ذلك سببًا في رجوع أريوس إلى الإسكندرية لينفث سمومه هناك ثانيةً، فطرده البابا  ألكسندروس مرة أخرى فعاد إلى حيث كان.

لكن بمساعدة يوسابيوس بلغ الأمر إلى الإمبراطور، الذي قام بإرسال هوسيوس أسقف أسبانيا إلى البابا ألكسندروس، وما أن وقف هوسيوس على حقيقة الأمر حتى أبلغ الإمبراطور واقترح عقد مجمع مسكوني للنظر في هذه الضلالة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) Hefele, A History of the Councils ,Vol I, p. 271, quoted Athanas. Ed Afros c. 2.

(2) Hefele, A History of the Councils Vol I, p. 297, quoted Philostorg. Supplem. 539, ed. Vales Mogunt. 1679; Sozomen i. 21. Socrat. I. 9

(3) Hefele, A History of the Councils Vol I, p. 296, quoted Epiphan. Hoeres. 69. 11

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

45- قبل أن يجتمعا  

رجال الدين والعلم -1 بعض الشخصيات الدينية وعلاقتها بالعلوم