بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء الثالث عشر)

بعض عقائد المسيحية العظمى 
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
(الجزء الثالث عشر)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

الرؤيا لحزقيال النبى ولبولس ولبطرس وليوحنا :
ثم نجد حزقيال النبى  فى رؤيا، وكما قلنا الرؤيا يراها النبى وهو مستيقظ أو وهو يصلى، كماقال بولس الرسول مرة "كنت أصلى وأُخذت فى غيبة"، غيبة عن الحواس ورأيته يقول لى اخرج من أورشليم، ومثل بطرس الرسول عندما صعد فوق سطح البيت وكان يصلى، فرأى الملاءة النازلة من فوق. إذن كان يصلى، هنا لا يوجد نوم ولا حلم، يوحنا الرسول فى الرؤيا العظيمة فى جزيرة بطمس كان يتأمل، لم يكن نائم، رآها وهو فى اليقظة، كنت فى الروح، أى غرقان فى الروحانيات والتأمل العميق.

وكما قال بولس الرسول: "أعرف إنساناً أفى الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم، اُختطف إلى السماء الثالثة"، إذن هو لا يدرى بجسده لكنه كان فى اليقظة.

المهم أن حزقيال النبى يقول أنه كان فى رؤيا، فى الأصحاح الأول  وفى الأصحاح العاشر، رأى  الكاروبيم، ويصف الكاروبيم أنهم نار ونور، ثم يقول: فوق الكاروبيم مقبب، وبألوان مختلفة، وفوق المقبب شبه عرش، وفوق العرش شبه إنسان، لاحظوا هنا كلمة "شبه"، ماذا تعنى كلمة شبه؟ تعنى أنه ليس بالضبط، عندما نحملق فى الشمس عندما تكون الساعة 12 فى الظهر، يكون بهاء الشمس عظيم جدا لأنها تكون فى اشتدادها، لو نظرت فمن كثرة البهاء لا تقدر أن تميز كرة الشمس، عند الغروب تجد منظر الشمس الجميل جدا واضحة أنها كرة، وتنظرها كرة حمراء، وتقدر أن ترى الحدود التى لهذه الكرة، إنما عندما تكون فى رائعة النهار والبهاء شديد جدا، لا تقدر أن ترى تماما، ترى البهاء لكن الحدود التى للكرة لا تقدر أن تراها، فعندما يقول حزقيال، أنه رأى الكاروبيم وفوق الكاروبيم شبه مقبب وفوق المقبب شبه عرش، يعنى أنه رأى العرش  ولكن غير واضح حدوده، ويقول وفوق العرش شبه إنسان، إذن هنا يوجد تجسد، "شبه إنسان"، لأن الله يريد أن يكلم حزقيال، فلا بد أن يظهر له بشكل، والشكل هنا شكل إنسان، شبه إنسان، لكن غير قادر من كثرة البهاء والنور العظيم، نحن على بعد 93 مليون ميل من الشمس، ولا نقدر أن نحملق فيها من كثرة البهاء، إذاً كيف ينظر الله ذاته، إذا كان الملائكة يغطون وجوههم، الكاروبيم وهو أقرب الملائكة إلى العرش، وهم حاملين العرش، بجناحين يغطون وجوههم، مِن ماذا يغطوها ؟ من النور والنار، الله نور، وساكن فى نور لا يُدنى منه، الله نور ونار، إلهنا نار آكلة، الكاروبيم رغم أنهم من كائنات نورانية، لكن نورهم لا شىء أبداً بالقياس إلى النور الإلهى، لذلك يغطوا وجوههم، وبجناحين يسترون أرجلهم لئلا يحترقوا، إذن حزقيال وهو إنسان مثلنا عندما رأى الله، رغـم أنه رآه بهذا البهاء لكن طبعا هذا بقدر معين، وليس بكمال اللاهوت، ولذلك قال: شبه عرش وفوق العرش شبه إنسان، ودانيال النبى أيضا قال: شبه ابن إنسان. وكلمة شبه إنسان تعنى إنسان كما يكون بنى آدم، فكلمة شبه ابن إنسان يعنى فى شكل إنسان.

هذه كلها صور من صور التجلى، صور من صور التجسد، صور مختلفة. لأن الله يكلم إنسان، الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، صور من كلامه ، الله يتكلم ، ومن هنا الله هو الكلمة. الكلمة الفاعلة، الكلمة الخالقة، الله يتكلم، لكن هو نفسه الكلمة الفاعلة. لذلك كلمة "لوغوس" فى إنجيل يوحنا: فى البدء كان الكلمة ، عندما تجسد أعطانا صورة مجسمة لله الذى فى ذاته غير منظور، بكر كل خليقة، الأول قبل الخليقة، فإنه فيه خُلق الكل ما فى السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشاً أم سيادات أو رئاسات، الكل به وله قد خُلق، الكل به خُلق ، فهو كما قال: به كان كل شىء، وبغيره لم يكن شىء مما كان. الكل به وله قد خُلق، الذى هو قبل كل شىء ، فهو الأول، وهذا معنى بكر الخليقة، أى الأول قبل الخليقة، الذى هو قبل كل شىء، وفيه يكون الكل وهو رأس الجسد فى الكنيسة. لأنه فيه سُر أن يحل كل الملء، يحل كل الملء تعنى أن الله لم يتجسد فى المسيح، المسيح ليس جزء من الذات الإلهية، المسيح هو الكل، الله ذاته، وليس جزء منه، كل الملء، إنما الإنسان لا يرى إلاّ جزء.

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح