نهر النيل وأثره على تكوين مصربقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس

نهر النيل وأثره على تكوين مصر
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس

جزء من محاضرة لأسرة خدمة الترجمة الفورية وخدمة السائح بأسقفية الشباب، بقاعة رئيس معهد الدراسات القبطية 
يوم الجمعة 3 نوفمبر 1989 م – 24 بابه 1706 ش

بسم الله القوى الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين 

نشكر الله أن مصر أغنى بلاد العالم فى الآثار،  أغنى بلاد العالم، قاطبة لا نقول هذا تعصباً لبلدنا ولكن هى حقيقة، ويسرنا من وقت لآخر أن نسمع من رؤساء البلاد الأجنبية، كيف أنهم يشيدون دائماً بمصر، وأنه فى كل مراحل التعليم فى جميع بلاد العالم،  يشيدون بمصر وبآثار مصر ..

تكوين مصر جاء من تحت من الجنوب، حتى يقال أن البحر الأبيض المتوسط كان عند أسوان، أو يمكن أن يكون قبل اسوان، هذا من عشرات الألوف والملايين من السنين، ثم أن الطمى الذى يرميه هذا النهر، كان يجعل البحر الأبيض المتوسط يتقهقر، لذلك أقدم مدينة فى مصر هى أسوان، وبعد ذلك إسنا.

إسنا كلمة قبطية معناها إثنين، لأنها كانت المقاطعة الثانية حتى وصل إلى أخميم ، وأخميم معناها بالقبطى ثمانية، فمصر تكونت من قبلى لبحرى. فكل هذه المسافات كانت مياه، ولكن النيل بالطمى الذى كان يرميه شيئا فشيئاً ومع عشرات الألوف وملايين السنين، بدأت تتكون الأرض اليابسة، فالأرض اليابسة  تكونت من قبلى أولاً، ولولا السد العالى قد نصل بعد 100 سنة إلى قبرص، مصر تنمو إلى الأمام، لكن اليوم للأسف من ضمن مساوئ السد العالى، أنه يأكل 150 متر كل سنة.

المهم أننا نفتخر بأن بلادنا مصر أقدم حضارة إنسانية، وترجع إلى نوح وإلى ابن ابن نوح مصرايم، وأن النهر هو الذى كوّن بلدنا بالطمى من أنهار الجنة، وهذا الكلام إلى جانب أنه حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس، نجد فى الكتابات المصرية القديمة، ما يشير إلى أن النيل نابع من عند الله، تعبير عام من عند الله، ولذلك قدماء المصريين ألهوه وجعلوه الإله "حاعبى"  واعتبروه إلهاً ..

لماذا ؟ 
لأنهم شعروا أنه حياة مصر كلها، النبات والحيوان والإنسان، فهو شريان الحياة، ولذلك اعتبروه نبع من الله ، وهذا يؤيد الكلام الذى قلناه من الكتاب المقدس،  أنه من أنهار الجنة الأربعة ..
 
طبعا نحن أيضا نشكر الله شكراً جزيلاً، أن بلدنا تباركت بدخول المسيح إليها، ودخول العذراء مريم والعائلة المقدسة، والحقيقة إن هذا شرف كبير جداً جداً، لم يحدث أبداً أنه يوجد بلد أخرى من بلاد العالم تشرفت بالسيد المسيح، فيما عدا القدس أو أورشليم، لا يوجد بلد أخرى، تشرفت بأن سيدنا متجسداً دخل إليها، كما دخل إلى أرض مصر. وفى الكتاب المقدس مذكور الهرب إلى أرض مصر، الواقع أن الله من محبته، اتخذ من شر هيرودس تبريراً بأن يدخل بلدنا ويباركها ..

وردت فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه -  رقم (51)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح