بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء الرابع)

بعض عقائد المسيحية العظمى 
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
(الجزء الرابع)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

الأبدية وعد لنا وليست حق :
الرسول يوحنا يقول جملة جميلة جدا، عندما نتأملها نفهم منها بعض الفهم 
لماذا نحن هنا؟ ولماذا وجدنا، وماذا بعد هذا؟ 
يقول: "يا أولادى نحن الآن أولاد الله، ولم يتبين بعد ماذا سنكون"، فى هذه العبارة فتح  باب لا يُغلق، انظر كلمة "لم يتبين بعد ماذا سنكون"، اليوم نحن أولاد الله  بالتبنى، الله تبنانا، ولم يتبين بعد ماذا سنكون، "غير أننا نعلم - طبعا نعلم بعض العلم، حسب طبيعتنا - أننا سنصير مثله"، سنصير مثله، هنا فيه صيرورة، فيه حركة دائمة مستقبلية، لا نهاية لهذه الصيرورة، نحن الآن أولاد الله ، ومستقبلا لم يتبين بعد ماذا سنكون؟ يا لجمال هذا التعبير، تعبير مُنعش، تعبير يبين أن لنا رسالة أبدية، الأبدية ليست من صفاتنا نحن لأننا كائنات مخلوقة ، الله وحده هو الأبدى، لكن من رحمة الله بنا خلقنا لنشاركه، مع أنه منطقيا أن لنا بداية ولابد أن تكون لنا نهاية، ولكن يقول الأبدية وعد وليست حق، "هذا هو الوعد الذى وعدنا هو به الحياة الأبدية"، فالحياة الأبدية بالنسبة لنا ليست حق، لأننا كائنات خُلقنا فى الزمن، وما هو له بداءة لابد أن تكون له نهاية، لكن مع ذلك من محبته ولمقاصده التى لا نعرفها، أنعم على البعض منا أن تكون له الحياة الأبدية ..

ومن هنا فإن الحياة الأبدية وعد وليست حق، هذا هو الوعد الذى وعدنا هو به الحياة الأبدية، فعندما تكون حياتنا أبدية، وهناك عمل وهذا العقل وهذه الروح لن تتوقف عن الخلق والابداع والعمل، لأنها على صورة الله خُلقت والله يعمل ولا يتوقف عن العمل

إذن ما هو مستقبل الإنسان؟ ما هو مستقبل عمل الإنسان فى الأبدية اللانهائية؟ ما هو مستقبل البشرية، مستقبل الحضارة الإنسانية بعدنهاية هذا الدهر؟  هناك دهور أخرى إلى ما لانهاية، وما عمل الإنسان مستقبلا وإلى الأبد؟ هل يفنى الإنسان، ارجوكم أن تفكروا فى هذا الموضوع، لكى تشعروا بشرف الإنسان وكرامة الإنسان، وكيف أن الله خلقنا لعمل دائم، يرفعنا إلى أن نصبح مثل الله  تماما، طبعا لابد أن يظل هناك الفارق البعيد بين الخالق والمخلوق، لكن سنكون قفزنا قفزات كبيرة، بين الصورة التى خُلقنا عليها أولا، وبين الصورة التى أصبحنا نتطور إليها إلى ما لانهاية، لأن هناك حياة أخرى دائمة، حياة أبدية

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح