بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء الثالث)

بعض عقائد المسيحية العظمى 
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
(الجزء الثالث)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

من مميزات الإنسان:
العقل ، والحرية ،  والمسئولية 
ومن هنا أيضا جانب الحرية فى الإنسان، من هنا كان شرف الإنسان بأنه الكائن الحر غير المُسّير، حر والحر له القدرة على الاختيار، نجد الحيوانات التى هى أقل من الإنسان سلوكها مرسوم، فكل حيوان وكل أسد يتصرف تصرف الأسد الآخر إذا كان من نفس الفصيلة، كل ضبع  وكل يمامة وكل ذبابة وكل طائريتصرف تصرف الآخر إذا كان من نفس النوع، إلاّ الإنسان له الحرية فى التصرف، ومن هنا يمكن أن يكون إثنين من أب واحد وأم واحدة، ولكن الفرق بينهما واسع فى التصرف، لأنه يملك الحرية وهذا شرف للإنسان، وشرفه أيضا أنه وُهب هذا العقل، الذى يمكنه أن يستغله ليحقق به ما يريد، سواء أكان الذى أراده خيراً أو كان شراً، بهذا العقل يخلق الإنسان التبريرات التى بها يتصرف كما يريد هو، نحن نتكلم عن حرية التصرف فى الفعل الأدبى، إنما هناك أشياء أخرى الإنسان فيها جزء من الطبيعة، فلون الوجه يتبع ظروف البيئة، وطول الإنسان وقصره يتبع قوانين الوراثة، لأن الإنسان جزء من الطبيعة، هذا من جهة الكيان، إنما من جهة التصرف فله حرية التصرف، وهذه تجعل الإنسان قادراً على أن يتصرف كما يشاء، ومن هنا يكون هناك اختلاف بين تصرفات الناس، أما فى الحيوانات العجماوات وفى الطيور وفى الحشرات فلا حرية لها، لذلك لا يوجد اختلاف، وإنما الإنسان يوجد اختلاف فى العرض، واختلاف فى الطول واختلاف فى العمق، واختلاف فى حياته، وفى الابتكار وفى التعليم وفى الصنع، وفى العمل، وفى الاتجاه، وله العقل الذى به يمكن أن يستغله فى المضى فى الاتجاه الذى يختاره

وهذا هو شرف الكائنات العاقلة أنها حرة وبالتالى فهى مسئولة، العقل والحرية والمسئولية. هذا الثالوث فى حياة الإنسان، هو حر ولذلك هو عاقل، والكائن العاقل حر مسئول، ويشترك معنا فى هذا الملائكة، كائنات عاقلة حرة، ومن هنا فهى مسئولة، ومن هنا كان فى الملائكة أخيار وأشرار، الأشرار هم الشياطين، لكن هم ملائكة، تماما مثل البشر،  فيهم أخيار وفيهم أشرار، وهى بالتالى مسئوله لأننا نحن والملائكة نثاب على عمل الخير ونعاقب على عمل الشر. فالملائكة أيضا لهم حساب، لهم جزاء ولهم عقاب، لذلك يقول عن الملائكة الشياطين: "إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا، بل فى سلاسل الظلام طرحهم بقيود أبدية، تحت الظلمة فى أعماق الجحيم، محروسين ليوم القضاء"، فهناك لهم قضاء، وهذا ما عبر عنه المسيح عندما قال: "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته". فالملائكة لهم ثواب ولهم أيضا عقاب، لأنها كائنات حرة وعاقلة. أما دون ذلك من الحيوانات العجماوات والطيور وما إليها، فلأنها ليست عاقلة وليست حرة، فهى ليست مسئولة وليس لها ثواب ولا عقاب.

عقيدتنا فى الله أنه الازلى الأبدى، وأنه الواحد الأحد، واحد أحد، واحد ضد التعدد، أحد بمعنى مُنزه، ولا يمكن أن يكون إلاّ الله واحد، وهذا الكلام يقوله الرسول: "إن كان هناك ما يُسمى آلهة، لكن لنا إله واحد الآب الذى منه جميع الأشياء ونحن له". منه، هو النبع، هو الأصل ، هو الخالق، هو الوجود الأول

وتوكيداً لحقيقة قصد الله فى خلقة الإنسان، وأن الانسان خُلق ليعمل وليسود ويتسلط ويخلق ويوجد، ويكون فى الله وبالله خالقاً وموجوداً وعاملاً، تجدون أن الإنسان هو الكائن الذى لا نهاية لعمله، كما أن الله أزلى وأبدى منح الإنسان أيضا أن يبقى دائما معه، وتحت سلطانه ليتواصل عمله بلا نهاية. هذا المعنى الجميل يجعل الإنسان منا يشعر أن وجوده له معنى، وأن وجوده له رسالة، وأن هذه الرسالة متواصلة لا نهاية لها، لا نهاية لرسالة الإنسانز

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح