بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء العاشر)

بعض عقائد المسيحية العظمى 
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
(الجزء العاشر)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

الظهور لإبراهيم بإسم ملكى صادق :
أيضا فى حياة إبراهيم كان حدث هجوم على لوط ابن أخوه، فذهب إبراهيم وأخذ رجاله 318 رجل، وذهب وخلص لوط من الملوك الذين اعتدوا عليه، ثم وهو راجع إلى خيمته بعد أن كسر الملوك المعتدين، رأى كائن روحانى لأول مرة يراه، وهذا الكائن سُمى فى الكتاب المقدس ملكى صادق، وسُمى أيضا بملك البر، وسمى أيضا بملك السلام، وفى نفس الوقت فى شكل كاهن، وأخرج خبزاً وخمراً لأنه كان كاهن الله العلى، رغم أن إبراهيم هو الذى فى صلبه الكهنوت اللاوى كله، لأول مرة نرى كاهن بهذا المعنى أو كاهن آخر من غير الطراز الإبراهيمى، الذى منه خرج الكهنوت اللاوى ، يقول خليل الله لأنه كان كاهن الله العلى، رأى أن هذا الكائن عظيم عظيم جدا، حتى أنه انحنى أمامه، وطلب منه البركة، ومعنى أنه يطلب البركة أن إبراهيم آمن أن هذا الكائن الروحانى أعلى منه، وهذا ما قاله بولس الرسول فى الرسالة إلى العبرانيين الأصحاح السابع، قال: والأصغر يبارك من الأكبر، إذن كان إبراهيم هو الأصغر بالنسبة لملكى صادق.  

إذن مَن ملكى صادق؟ قطعا إحدى تجليات المسيح قبل التجسد من مريم. 

وكما قلنا بالنسبة لأبونا آدم، أن الله ظهر فى شكل واحد يمشى فى الجنة وله صوت، وسمعا صوت الرب الإله. هنا نرى أنه يظهر فى شكل كاهن وهى صورة مختلفة وكهنوته خبز وخمر، وأبونا إبراهيم رأس الكهنوت اللاوى، إذن إبراهيم كما قال بولس الرسول أيضا، وفى صلبه الكهنوت اللاوى سجد لملكى صادق، وأعطى العشور لملكى صادق، ونال البركة من ملكى صادق، إذن ملكى صادق هذا أعظم من إبراهيم الذى فى صلبه الكهنوت اللاوى.

إذن كيف يكون الخبز والخمر أسمى من كهنوت الذبيحة الحيوانية ، ونحن نعلم أن الحيوان أرقى فى مرتبة الوجود من النبات، النبات ثم الحيوان ثم الإنسان ثم الملاك. إذن الكهنوت الحيوانى ينحنى أمام كهنوت الخبز والخمر!! علماً بأن الله هو الذى أمر أن يذبح الإنسان الحيوان ترضية لله، كيف هذا؟ كيف نفهم أن إبراهيم وفى صلبه الكهنوت اللاوى، يخضع لملكى صادق الذى أخرج خبزاً وخمراً، ما لم يكن هذه الإشارة فعلا إلى الكهنوت الآتى، كهنوت المسيح الذى هو على طقس ملكى صادق، وهنا الخبز والخمر منظور إليهما لا على أنهما  خبز وخمر، إنما على أساس ما سيصيرا جسد ودم المسيح، حينئذ يمكن أن نفهم منطقياً، كيف يخضع كهنوت إبراهيم وفى صلبه الكهنوت اللاوى لملكى صادق، إلاّ على أساس أن ملكى صادق هو فعلا إحدى تجليات المسيح له المجد قبل التجسد من مريم.

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح