بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء الثامن)

بعض عقائد المسيحية العظمى 
بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس
(الجزء الثامن)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

الظهور لآدم قبل السقوط :
 أول صورة من صور الله التى يكلم الإنسان بها، عندما الله خلق الإنسان كَلَمَه، وهذا موجود فى سفر التكوين أن الله كلم آدم وقال له:، انمو واكثروا واملئوا الأرض ، هذا التعبير موجود فى الأصحاح الأول من سفر التكوين، فالله كلم آدم قبل الخطيئة.

كيف كلمه؟ 
غير واضح فى الكتاب المقدس كيف كلم الله آدم فإما أن يكون هذا الكلام أن آدم يسمع صوت يكلمه، لكن لابد أن يكون بصورة يطمئن فيها آدم، ويعرف أن الله هو الذى يكلمه، وليس كائن آخر، فلا بد أن الله يكلم الإنسان بصورة يقتنع بها أنه هو الذى يكلمه، أو أنه يرى حلم أو رؤية، الفرق بين الحلم والرؤيا، أن الحلم يراه الإنسان وهو نائم، لكن الرؤيا يراها الإنسان وهو مستيقظ، ما معنى الرؤيا؟ لابد أن يرى منظر، طبعا نحن كائنات بشرية لنا هذا الجسد، عينين وأذنين وغيره، فهذا الإنسان الذى يرى الرؤيا، لابد أن يرى بعينيه ويسمع صوت بأذنيه، يرى منظر، ويرى شخص.

أول صورة من هذه الصور الحسية، أن الله كان يتكلم مع آدم قبل السقوط، لأنه عندما أعطاه وصية، وقال له: من جميع شجر الجنة تأكل... هذا الكلام موجود فى الوصية، فيوجد هنا كلام، الله كلم آدم، كيف كلمه؟ هذه هى نقطة السؤال، توجد صور وطرق مختلفة كما قال الرسول بولس: الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق مختلفة، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه، فهنا الله يتكلم، وتكلم بأنواع وطرق كثيرة. فنقول إحدى هذه الصور أن آدم يسمع لصوت، لكن لابد أن يكون هذا الصوت متميز، بشكل يحس معه آدم أن هذا صوت الله، وليس صوت كائن آخر، أو أنه ينام مثل السبات الذى وقع عليه، وفى أثناء النوم يرى منظر، أو وهو مستيقظ يرى منظر واحد يكلمه، ما هى الرؤيا؟ الرؤيا معناها أنه توجد أشياء تظهر وتتجلى للإنسان فى شكل مجسم. يراه ويسمع صوته.

الظهور لآدم بعد السقوط :
نجد أن أبونا آدم بعد أن سقط فى الخطيئة، غطى نفسه هو وحواء، يقول: سمعا صوت الرب الإله فى الجنة، هنا يوجد صوت ماشياً فى الجنة، أى أن واحداً يمشى ومشيته لها صوت، سمعا صوت الرب الإله ماشيا فى الجنة، إذن الله أخذ صورة جسدية، فهذه صورة من صور التجسد، ولعلها هى أول صورة من صور التجسد على الأقل بعد السقوط. اختبأ آدم وحواء فى الشجر، قال له: آدم أين أنت؟  قال له سمعت صوتك فى الجنة فخشيت، لأنى عريان فاختبأت. قال له مَن أعلمك -  يوجد هنا صوت -  مَن أعلمك أنك عريان، هل أكلت من الشجرة التى نهيتك أن لا تأكل منها؟ المهم أن الله هنا أخذ صورة وهو الإله الذى فى طبيعته غير المنظور لكى يتصل بالإنسان، وهذا برهان إهتمامه بالإنسان، ودليل الاهتمام أن الله يكلم الإنسان، وصورة الكلام تختلف إما أن يكلمه بصوت مسموع، أيضا مع أبونا إبراهيم سمع صوت وهكذا، وإما أن يكون هناك أحلام أو رؤى، وفى هذه الرؤيا يرى شيئا متجسداً، شىء تراه العين وله صوت تسمعه الأذن. هذا نوع من أنواع التجسد.

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح