بعض عقائد المسيحية العظمى بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس(الجزء الثانى عشر)

بعض عقائد المسيحية العظمى 

بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس

(الجزء الثانى عشر)

محاضرة أُلقيت فى مؤتمر الخدمة والخدام بكاتدرائية الشهيد مارجرجس بكفر أبو النجا بطنطا فى يوم الأربعاء 23 من يوليو 1986 م - 16 من أبيب  1702 ش

الظهور ليشوع بن نون : 

ثم نجد بعد موسى يتسلم المسئولية يشوع بن نون، ويشوع بن نون يقوم بحروب لكى يجعل بنى إسرائيل يرثوا أرض الفلسطينيين، ويرى يشوع واحد فى شكل رئيس جند، أى رئيس قوات مسلحة، رئيس جند لابس ملابس عسكرية، فذهب له وقال له: ألنا أنت أم لأعدائنا؟ مَن أنت؟ قال له: "اخلع نعليك لأن الأرض التى أنت واقف عليها أرض مقدسة"، مَن الذى يجرؤ على أن يقول هذا التعبير؟ هل من قال هذا ملاك؟ مستحيل، يوحنا الرسول رأى ملاك فى بهاء وعظمة، فحسبه أنه المسيح فسجد أمامه، فقال له الملاك: لا تسجد، أنا عبد مثلك، ومنعه من سجود العبادة، فلو كان ملاك هل يجرؤ ويقول له: اخلع نعليك لأن الأرض التى أنت واقف عليها هى أرض مقدسة، هذا التعبير هو الذى استخدمه الله فى العليقة مع موسى، وقال له: اخلع نعليك لأن الأرض التى أنت واقف عليها أرض مقدسة، نفس التعبير ونفس الألفاظ ، إذن مَن هذا؟ مَن هذا رئيس الجند الذى ظهر ليشوع، إلاّ أن يكون هو المسيح نفسه، هو الله وقد ظهر،  لكن هنا فى شكل آخر، مرة لآدم فى شكل، ولإبراهيم فى شكل ملكيصادق، وليعقوب فى شكل إنسان مصارع، وهنا رئيس جند، الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء بأنواع وطرق كثيرة ..

الظهور لإشعياء النبى :

ظهر الله لأشعياء النبى فى رؤياه، الرؤيا يراها الإنسان وهو مستيقظ أو وهو يصلى، يقول: "رأيت السيد الرب جالساً على كرسى عالى وأذياله تملأ الهيكل"، الرب، وكلمة "جالساً" هى صورة من صور التجسد، عندما يقال "على العرش استوى"، استوى تعنى جلس، فهنا كيف يجلس إلاّ من له جسد، وكلمة عرش، ماذا تعنى عرش، تعنى كرسى، واحد يجلس على كرسى، هذه صورة من صور التجسد.

ما معنى العرش؟ كرسى، كيف الله الذى هو لاهوت يجلس على كرسى، طبعا هذه صورة من صور التجسد.

رأيت السيد الرب، قال: "السيد الرب"، هى فى الواقع "يهوه"، لكن "يهوه" الاسم الذى لا ينطق به، كما يقول فى القداس الغريغورى: الذى لا يُنطق به،  ماذا تعنى "لا ينطق به" تعنى أن يهوه هو الاسم الشخصى للذات العالية، ولا ينطق به لأن فم الإنسان ليس من الطهارة التى يمكن بها أن ينطق، أو يستحق أن ينطق باسم الله. هذا معنى الاسم الذى لا ينطق به، لكن مرة واحدة قالها لموسى: "أنا يهوه"

كلمة "الله" غير كلمة "يهوه"، الله هو اسم الجنس، إنما يهوه هو الاسم الشخصى، مثل كلمة "إنسان"، هو اسم جنس، لكن عندما تقول سليمان أو داود أو يعقوب، هذا هو الاسم الشخصى، عندما تقول ملاك هذا اسم عام، لكن عندما تقول ميخائيل أو جبرائيل أو رافائيل هذا هو الاسم الشخصى، فكلمة الله هنا معناها "ما حيّر العقل"، هذا هو الاسم العام، لكن يهوه هو الاسم الشخصى، لكن لأن يهوه هو الاسم الذى لا ينطق به، فكان علماء الكتاب المقدسة أو النسّاخ، الذين يسموهم الكتبة، الذين كانوا ينسخوا الكتاب المقدس فى الأيام التى كان لا يوجد فيها طباعة، عندما تأتى كلمة يهوه أمامه، وهو الاسم الشخصى للذات العالية، لا يقدر أن ينطقه، فيكتب "يهوه"، لكن عندما يقرأها، يقرأها "أدوناى"، ، يكتبها لكن لا ينطقها أبداً، لأنه يشعر أن الإنسان ليس من الطهارة أنه ينطق الاسم الشخصى لله، فيكتبها "يهوه"، ولكن ينطقها أدوناى، وكلمة أدوناى تعنى الرب، لذلك الترجمة العربى "رأيت السيد الرب"، فى العبرانى تجدها يهوه،  ولذلك أليصابات عندما قالت: من أين لى أن تأتى أم ربى، هنا ربى من الربوبية والألوهة لأنه يهوه، "القدوس المولود منك يدعى ابن الله"، الإنسان يقال عنه قديس إنما الله قدوس، القدوس المولود منك، "أم ربى" هنا تعنى "أم يهوه"، وكلمة "أم" ليست بمعنى أصل، أم لأنها الذى خرج من أحشاءها هو الإله المتجسد، فسميت أم، والدة الإله بهذا المعنى.

فهنا رأيت السيد الرب جالساً على كرسى عالى، أى أن يهوه جالس، إذن هذه صورة من صور التجسد ..

ورد فى موسوعة موضوعات وإجابات على أسئله متنوعه .. الجزء الثالث  –  رقم (53)