تابع ماني

خاتم الأنبياء
ويورد د. عبد الرحمن بدوى رأى المستشرق هانز هينرش شيدر: "أن مانى كان يحسب نفسه (خاتم)دورة من الأنبياء تتكون من زرادشت وبوذا والمسيح،وانه عدَّ نفسه ذا نفس الماهية التى لهم وللشمس أيضا … كما يتعلق هذا الموقف السلبي بالمسيح الذى مجده النصارى على أساس انه من صُلِبَ وتحمل الآلام،بينما مانى- شأنه شان محمد تماما(سورة النساء: آية156)-قد رفض فكرة الصلب وعدها خرافة، وقال بمسيح روحي خالص."
(الإنسان الكامل فى الاسلام.د.عبد الرحمن بدوى ص40 وكالة المطبوعات-الكويت)
ومن أقواله:
" يبشر الأنبياء بأوامر الإله أحيانا من الهند بواسطة زرادشت، والان أرسلني الله لنشر دين الحق في بابل... أرسلني الله نبيا من بابل حتى تصل دعوتي العالم."
(المعتقدات الدينية لدي الشعوب) جفرى بارندر – ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام - عالم المعرفة. ص 129
 
وعن ماني يقول جفري بارندر:
" أعلن ماني انه هو الذي جاء ليتمم عمل زرادشت وبوذا والمسيح، فهؤلاء جميعا شذرات ناقصة من الحقيقة, لكن حتي هذه الشذرات قد أفسدها اتباعهم...لقد خلق ماني، عن وعي، دينا جديدا وزوده بالطقوس والآداب الدينية، وحرم الأوثان...انتشرت المانوية في كل مكان من الإمبراطورية الرومانية، وفي بلاد العرب..."
المعتقدات الدينية ص 129 –130
 
الصوم والأخلاق
وعن العبادات والطقوس المانوية يقول: " أما الصوم، فقد شرع لإتباعه صيام سبعة أيام فقط كل شهر، وفرض صلوات كثيرة، ومن العبادات عند المانوية أن يقوم الرجل فيمسح بالماء... وعدد السجدات عندهم اثنتي عشرة سجدة وفى كل سجدة منها يقرأ دعاء" ص55
وعن الأخلاق فى المانوية ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة).دار الفكر-الأردن-عمان:
 
" وعلى من تمذهب بمذهب مانى أن … يتحلى بالأخلاق الفاضلة فيبتعد عن الكذب والبخل وإزهاق الأرواح البشرية وارتكاب الزنا." ص55
 
إنتشار المانوية
وعن انتشار المانوية فى بلاد العرب ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة).دار الفكر-الأردن-عمان: " وقد انتشرت تعاليم مانى بسرعة فى البلاد، فانتشرت بادئ الأمر تآليفه فى بلاد بابل ومن هنا انتشرت عبر الشام وفلسطين وفى قبائل تغلب وغسَّان فى شمال الجزيرة العربية ومنها الى مصر، فتلقفها الرهبان وعلموها للعامة من سواد الشعب، ومن مصر امتدت تعاليم مانى الى شمال أفريقيا" ص55
 
تقهقرت واندثرت الديانة المانوية، أما في الغرب فبسبب عجز المانوية في مناقشاتها مع علماء اللاهوت المتدربين فلسفيا على عكس المانويين، وفي الشرق الأوسط فبانتشار الإسلام وفي الشرق الأقصى فبمعارضة البوذيين والكنفوشيين والمغول لها. هناك رواية للكاتب أمين معلوف بعنوان (حدائق النور) تدور حول ماني والمانوية وهي مترجمة عن الفرنسية.
 
أساس العقيدة المانوية
المانوية من الديانات الثنوية أي تقوم على معتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، وكان النور هو العنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هو تمثيل "للأب والأم والابن"، ثم إن هذا الانسان والذي سمي أيضا "الابن الحنون" اعتبر مخلصا لأنه انتصر على قوى الظلام بجلده وجرأته، ومع ذلك استلزم وجوده وجود سمة أخرى له وهي سمة المعاناة، لأن مخلص الإنسان الأول لم يحقق انتصاره إلا بعد هزيمة ظاهرية. و يعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية، فالإنسان الأول هو المخلص وهو نفسه بحاجة للافتداء.
 
تحرير الروح بالعبادة
و قوام الخلاص هو تحرير الروح من سجنها الجسدي فبذلك يمكنها أن تصعد لله، هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع الجسد نسيان أصلها السامي أي سبب لها الجهل، والخلاص من الجهل هو المعرفة، ولذلك هو بحاجة للمخلص والذي سمى "ابن الله" أو "يسوع". والجسد ورغباته شر لأنهما يمنعان الروح من الخلاص ولذلك تشجع المانوية على الزهد والرهبنة.
تحرم المانوية كل ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية، وبما أن اللحم ينشأ من الشيطان فلذلك كان محرما، فالمانوية أعدوا ليعيشوا على الفواكه وخاصة البطيخ، كما أن الزيت مستحسن. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هو الاختيار الأول وفرض اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء لأنه مادة جسدية، كما حرم عليهم قتل الحيوانات والنباتات ومن يفعل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من جديد الشيء الذي قتله، فرض عليهم التخلي عن الزواج والمعاشرة الجنسية التي تعتبر شيئا شريرا كما عد الإنجاب أسوأ منها بكثير. وحدهم «المجتبون» هم الذين تمكنوا من تنفيذ هذه الوصايا، أما «السماعون» فقد أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على المجتبين وتزويدهم بالطعام، ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك الفعل. مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز: «لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن بل فعل ذلك شخص آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم.» كما أن ممارسة الاعتراف والتوبة قانون هام.
وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو «الوليمة المقدسة»
ذكر أيضا وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو «الوليمة المقدسة» والتي كانت في نهاية الشهر الثاني عشر أو نهاية شهر الصوم المانوي وكان محور هذا العيد هو تذكر وفاة ماني وهذه المعتقدات تشبه مثيلاتها عند المسيحية.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح