3-الإجهاض من وجهة النظر المسيحيَّة Abortion

-3
الإجهاض من وجهة النظر المسيحيَّة Abortion

 


سؤال: اريد ان اسال عن الاجهاض في حالة عوق الجنين (وعند عمل أشعة تليفزيونية وُجِدَ بالجنين تشوهات تعوقه بعد ولادته) او اذا كانت حياة الام بخطر هل هوا حرام في المسيحية؟ هل إجهاض الجنين في هذه الحالة خطيئة أو قتل لنفس؟ ما رأي الكنيسة؟

سؤال: عندي ابنين، أحدهما في أولى ثانوي، والآخر في سادسة ابتدائي، وسني 41 عام. وامرأتي 40 عام وحامل في 40 يوم. وأخشى أن يأتي طفل ثالث فيكون مصيره التعب لأني لا أضمن ظروفي المادية. هل أعمل على إنزاله؟

سؤال: هل المسيحية تحدد النسل؟ وهل عمليات الإجهاض محرمه في المسيحية؟

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

الكتاب_المقدس_والطفل_قبل_الميلاد

رأي_الكنيسة_وآباء_الكنيسة_حول_الإجهاض:
(1) قوانين الآباء الرسل الاثني عشر
(2) برنابا كاتب الرسالة
(3) الفيلسوف أثيناغوراس
(4) العلَّامة ترتليان
(5) المُدافع المسيحي ماركوس مينوسيوس فيلكس
(6) القديس هيبوليتوس الروماني
(7) مجمع أنقرة المقدس عام 314 م.
(8) البطريرك القديس يوحنا ذهبي الفم
(9) القديس جيروم
(10) القديس أغسطينوس
(11) القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية
(12) البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية

الإجهاض هو التخلص من الجنين في مراحله الأولى من داخل رحم الأم(1)..  وبالطبع نتحدَّث هنا عن التخلُّص الإرادي من الجنين، وليس اللاإرادي الذي يحدث نتيجة لخطأ ما أو مضاعفات في جسم الأم أو الجنين - لا سمح الله.

وهو ببساطة يحول الأم إلى قاتلة (إن فعلت ذلك عمدًا)..  فلو أُعطِيَ هذا الجنين الفرصة، كان يمكن أن يخرج، وتكون له حياة..  وما أدرانا أي مستقبل كان ينتظره..  ربما كانت أسرة تلك العائلة تتشرف به!

وإن وافق الزوج على إجراء عملية الإجهاض، فهو يعتبر مشترك في الجريمة!

وأية امرأة يطلب منها زوجها أن تجهض جنينها، يجب ألا تطيعهفي ذلك إطلاقًا، إلا لو كانت الولادة تتسبب في وفاتها.. فالحالة الوحيدة التي تسمح فيها الكنيسة بالإجهاض، هي أن تكون حالة الأم الصحية لا تسمح لها بالولادة والولادة ستتسبب في موتها. فإنقاذًا لها نفضل نزول كائن لم يتكون بعد، عن أن تموت إنسانة لها كيان قائم (نفضل حياة الأم لأنها كائن موجود، بينما الجنين لم يخرج إلى الوجود بعد)(2)(26).

إن إجهاض الجنين ليس فقط قتلًا لابن، إنما هو قتل لطفل كان يمكن أن يصير ابنًا لله.  فهو كان سيتعمد بعد ولادته ويصبح ابنًالله والكنيسة، وقد تناولنا هذا الأمر سابقًا في مقالات أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا..  وقتله وحرمانه من تلك البنوة، عبارة عن خطية مركبة.  فالله يعرف هذا الجنين حتى قبل أن يولَد..

ومن الجدير بالذكر أن الديداكيةوهي قوانين الآباء الرسل في الفصل الثاني تتحدث عن هذا الأمر فتقول: "لا تقتل طفلًا بالإجهاض، ولا تقتل طفلًا حديث الميلاد"(10)، وهو أمر صريح عن هذا الموضوع.

نعود الآن للأسئلة..  بخصوص سؤال إنزال الطفل بسبب الظروف المادية..  فإذا أنزلته تكون قاتل نفس. فالجنين نفس يريد لها الله الحياة، وأنت بإنزاله تمنعها من الحياة. إذا كنت لا تريد أولاد كان عليك منع الحمل قبل حدوثه. لكن ما دام الحمل قد حدث، أصبحت المسألة خارجة عن يديك.

أما حول موضوع اكتشاف إعاقة ما في الجنين، فقد أجاب قداسة البابا شنوده الثالث على هذا الأمر سابقًا في مجلة المصور..  فنراه يقول: ليس من حقنا أبدًا أن نقتل نفس مهما كانت مشوهة كما أنه ليس من حقنا أن نقتل أنفسنا. فقاتل جنين عبارة عن جريمة قتل.

أما كون أنه مشوه أو مُعاق. فهل نحن نستطيع أن نقتل كل المشوهين في العالم؟! ليس هذا من حقنا. فالمشوه له حق الحياة. ليس لنا أن نتحكم في أرواح الناس ونقتل المشوهين. أما من ناحية أن الأم في الشهور الأولى، فحتى لو كانت حامل في يوم واحد ليس من حقنا أن نُصَرِّحَ لها بقتل الجنين..

St-Takla.org Image: A baby in the hands of God

صورة في موقع الأنبا تكلا: طفل صغير بين يدي الله الحنون

وأخيرًا عن تحديد النسل فهو بالطبع أمر مهم..  كرأي شخصي من 1-3 أبناء معقول..  والمثالي هو اثنان الفرق بينهما بسيط حتى لا يشعر الابن الأول بالوحدة إن كان وحيدًا..

الكتاب المقدس والطفل قبل الميلاد(3):

الله يعرفنا حتى قبل أن نولد، وقد أوضح الكتاب المقدس هذه الحقيقة بأكثر من صورة، وفي أكثر من موقف..

فنرى في سفر إرميا كيف أنالله يعرفنا قبل تكويننا من الأساس، ويقدِّسنا ونحن ما زلنا في الرحم، ويعرف مستقبلنا وما سنكون عليه: "قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ" (إر 1: 5)، ودعوته لنا قبل حتى أن نولَد، وأنه يعرفنا بأسمائنا: "الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي" (إش 49: 1).  ومع العلم أن هذه الآية الأخيرة تتحدث عن شعب بني إسرائيل، ولكن نفس معناها ينطبق من خلال باقي آيات الكتاب المقدس على الإنسان.  فالله يعرف الشعب قبل أن تكون، وكذا الإنسان، فالشعوب هي البشر..  فقد أنبأ الرب إبراهيم بأنه سيلد ابنًا قبل حتى أن يتصل بامرأته للإنجاب (تك 18: 10)، كما عرف عالي الكاهن بالروح بأن حَنَّة ستنجب ابنًا (1 صم 1: 17)، وكذا الملاك جِبْرَائِيل الذي أخبره الله أن يبشِّر زكريا الكاهن بمولد ابنًا له (لو 1: 13)، ويبشِّر العذراء بمولد يسوع (لو 1: 31). فالحياة الإنسانية تبدأ قبل حتى التكوين.


إن الجنين وهو في رحم أمه، مثلنا جميعًا قد ورث الخطية الأصلية: "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 51: 5)، فإن لم يكن له روحًا ولا كيان (مجرد جسد وأعضاء بلا حياة)، كيف يَرِث الخطية الجدية؟!


كما تحدَّث الكتاب المقدس عن رحم المرأة womb في مواضِع عدة، من جانب فَتْح الرحم كبركة من الله (تك 29: 31؛ 30: 22)، والطفل فاتح الرحم وتقديسه (خر 13: 2، 12، 15؛ 34: 19؛ عد 18: 15؛ لو 2: 23)، ويعرض أيوب كيف أن الطفل في الرحم له روح (أي 10: 18)، ويذكر أيضًا أن الله هو الذي يصوِّرنا في الرحم (أي 31: 15)، وكيف أن الأمر هو من بركات الله "مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي.. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ" (تك 49: 25).  والله يعرف ما سيكون الإنسان عليه "مِنَ الرَّحِمِ"(مز 58: 3؛ إر 1: 5)، "وَيَزِيدُ أَيَّامَنَا مُنْذُ الرَّحِمِ" (سي 50: 24)، و"هو صَانِعُنا وَجَابِلُنا وحامِلنا مِنَ الرَّحِمِ" (إش 44: 2؛ 46: 3).


يتحدَّث داود النبي عن علاقتهُ بالله في صورة شعرية رائعة فيقول: "لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي.  عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلهِي" (مز 22: 9، 10).  فقد ارتمى على الرب منذ لحظة ميلاده، بل وهو في بطن أمه مرتبطًا بالله خالقه بالطبيعة..


كما نذكر قصة أَلِيصَابَات في سلامها على مَرْيَمَ العذراء حينما "ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا" (لو 1: 41)، ويكرر نفس الأصحاح ذات الأمر بصورة أقوى توضح أن ذلك الجنين كانت له مشاعر"ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي" (لو1: 44).


ويا لها من عَظَمة حينما يخبرنا الوحي الإلهي عن علاقة الله بنا: "نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي..  لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ (أي قبل أن أولَد)..رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي (أعضاء جسدي)، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا (من لحظة اتحاد خلايا الرجل بالمرأة لتكوين الجنين، حيث لم يكن ولا واحد منها)" (مز 139: 13، 15، 16).


ويذكر أيوب بصورة شِعرية عملية تكوينه داخل بطن أمه، فيقول: "يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعًا.. اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ.. أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ، وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً، وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي" (أي 10: 8-12).  إنه لا يتحدَّث عن أي شخص آخر، إنه يتحدث عن أيوب، ذلك اللحم وتلك العِظام والعصب قبل التكوين هي أيوب نفسه.


وقد عرض سفر الخروج في شرائعه بخصوص الجرائم الاجتماعية لهذا الموضوع حينما أعطى مِثال "امْرَأَةً حُبْلَى سَقَطَ وَلَدُهَا" (gives birth prematurely - أي ولدت قبل الموعد [خرج ولدها منها] ויצאו) بسبب اصطدامها ببعض الرجال في شجارهم (خر 21: 22-25)..  وستجد شرح هذا الأمر في قسم التفاسير هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.  فإذا حدث وولدت قبل الموعد بدون إصابة لأحد، فهناك غرامة، ولكن "إِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ"، أياعتبر موت الجنين -مثله مثل أمه الموجودة بالفعل- هو جريمة قتل، يُعاقَب عنها بالقتل حسب الشريعة حينها.  إذًا، فإن وصية "لاَ تَقْتُلْ" (خر 20: 13؛ تث 5: 17) تنطبق كذلك على الجنين الذي لم يولَد بعد..  أي أن فيه حياة، وهو إنسان مثلثه مثل باقي البشر..  ولم تنتهِ وصية عدم القتل بنهاية العهد القديم، بل هي وصية عامة لكل الأجيال..  بل وتكرَّرَت أكثر من مرة في العهد الجديد، وعلى لسان السيد المسيح نفسه كذلك: (مت 5: 21؛ 19: 18؛ مر 10: 19؛ لو 18: 20؛ رو 13: 9؛ يع 2: 11).  وكان هذا الأصحاح (خر 21) قد تعرَّض بالفعل في عرضه لقانون الجزاءات lex talionis عن عقوبة الذي يقتل آخر (سواء رجل أو امرأة، أعزب أم متزوج)، ثم عاد بعدها خِصيصًا لقانون حدوث أي أذى للجنين الموجود داخل المرأة الحُبلى ، فأعاد تكرار الجزء الذي يحدث في مثل تلك الحالة.  الجملة الأخيرة هي ردًا على مَنْ يقول أن تلك الآية تعني سقوط الجنين أي خروجه من المرأة ميتًا، وهذا التفسير خطأ حسبما أوضحنا.


رأي الكنيسة وآباء الكنيسة حول الإجهاض:

هنا نرى كيف فهمت الكنيسة عبر العصور نصوص الكتاب المقدسكما ننادي بها الآن، بخطأ إجراء الإجهاض الاختياري:-

 

(1) قوانين الآباء الرسل الاثني عشر (حوالي سنة 70 م.):

"لا تقتل طفلًا بالإجهاض، ولا تقتل طفلًا حديث الميلاد"(11)(22).

 

(2) برنابا كاتب الرسالة(كُتِبَت 100-131 م. تقريبًا):

قال صراحةً:

"Thou shalt not slay the child by procuring abortion".

أي "لا تقتل الجنين في بطن أمه"(4)(5).

 

(3) الفيلسوف أثيناغوراس(133-190 م.):

يتحدَّث تحت عنوان "رفض وإدانة المسيحيون لكل وحشية"، ومن ضمن ما يقول:

"women who use drugs to bring on abortion commit murder".

أي "النسوة اللائي يأخذن عقاقيرًا تتسبَّب في الإجهاض هن قاتِلات"(8)(9).

 

(4) العلَّامة ترتليان (155-240 م.):

أ- له مقالًا كاملًا عن "تكوين الجنين وحالته"، وفيه يقول:

"The embryo therefore becomes a human being in the womb from the moment that its form is completed. The law of Moses, indeed, punishes with due penalties the man who shall cause abortion".

أي ".. إذًا فالجنين يصبح إنسانًا بشرًا من لحظة تكوينه.  فتعاقب شريعة موسى حقًا وبشدة العقاب أي رجل يتسبَّب إجهاض جنينًا"(7).

ب- وفي مقال الدفاع Apology(عام 197 م.) يقول(12):

"In our case, a murder being once for all forbidden, we may not destroy even the fetus in the womb, while as yet the human being derives blood from the other parts of the body for its sustenance. To hinder a birth is merely a speedier man-killing; nor does it matter whether you take away a life that is born, or destroy one that is coming to birth. That is a man which is going to be one; you have the fruit already in its seed".

"ففي حالتنا هذه، كما أن القتل ممنوعًا في كل الحالات، لا نقدر أن نتلف حتى الجنين في الرحم، حيث أن الإنسان يستمد الدم من أجزاء أخرى من الجسد لإطعامه.  فإن إعاقة المولد هو مجرد قتل إنسان بصورة أسرع؛ فلا يوجد فرقًا بين أن تقوم بأخذ حياة تم ولادتها بالفعل، أو إتلاف حياة آتية للميلاد.  فهذا إنسان وسوف يصبح إنسانًا؛ فلديك الثمرة بالفعل في البذرة".

جـ- وكتبت ترتليان في كتابه "الروح" (عام 210 م.) يعرض لطرق قتل الجنين بصورة تفصيلية مؤلمة (لا تقرأها إن كنت سريع  التأثر) ورأيه في الأمر(13):

"Among surgeons’ tools there is a certain instrument, which is formed with a nicely-adjusted flexible frame for opening the uterus first of all and keeping it open; it is further furnished with an annular blade, by means of which the limbs [of the child] within the womb are dissected with anxious but unfaltering care; its last appendage being a blunted or covered hook, wherewith the entire fetus is extracted by a violent delivery.

"There is also [another instrument in the shape of] a copper needle or spike, by which the actual death is managed in this furtive robbery of life: They give it, from its infanticide function, the name of embruosphaktes, [meaning] "the slayer of the infant," which of course was alive. . . .

"[The doctors who performed abortions] all knew well enough that a living being had been conceived, and [they] pitied this most luckless infant state, which had first to be put to death, to escape being tortured alive".

"هناك لدى الجرَّاحون أدوات خاصة، مكوَّنة من إطار مرن لفتح الرحم uterus  أولًا وإبقاؤه مفتوحًا؛ وبتلك الأداة شفرة حلقية، من خلالها يتم تشريح أطراف الجنين (الطفل) وهو في الرحم بصورة سريعة بلامبالاة؛ وآخر جزء في تلك الأداة هو خطاف حاد مغطى، من خلال يتم استخراج بواقي الجنين من خلال ولادة عنيفة.

"هناك أيضًا (أداة أخرى في شكل) إبرة نحاسية أو مسمار، يتم من خلال إحداث الموت بصورة مختلسة سارقة للحياة: يتم من خلالها قتل الطفل infanticide، وتحمل اسم إمبروسفاكتيس embruosphaktes (ومعناها "قاتلة الطفل")، والذي كان بالطبع حيًّا..

"[إن الأطباء الذين يقومون بعمل عمليات الإجهاض] يعلمون جيدًا أن هناك حياة بشرية تم  تكوينها، و[هُم] يشفقون على حالة الطفل الغير محظوظ هذا، والذي يتم قتله أولًا، ثم يخرج وهو يتم تعذيبه حيًّا".

 

(5) المُدافع المسيحي ماركوس مينوسيوس فيلكس(تنيح عام 250 م. في روما):

كتب في حواره "أوكتافيوس"(14) ما بين أوكتافيوس المسيحي وكايليس نتاليس Caecilius Natalis (عام 226 م.):

"There are some [pagan] women who, by drinking medical preparations, extinguish the source of the future man in their very bowels and thus commit a parricide before they bring forth. And these things assuredly come down from the teaching of your [false] gods. . . . To us [Christians] it is not lawful either to see or hear of homicide".

"هناك بعض النسوة [الوثنيات] اللائي من خلال شربهن بعض المستحضرات الطبية، يطفئن منبع إنسان المستقبل في أحشائهن، وبهذا يرتكبن قتل أب أو أم المستقبل parricide قبل أن يضعنه.  وهذا يأتي بالتأكيد من تعاليم آلهتكن [الزائفة]..  وبالنسبة لنا [نحن المسيحيون] فليس مشروعًا لنا أن ننظر أو نسمع عن القتل".

 

(6) القديس هيبوليتوس الروماني (170-235 م.):

قال في كتابه دحض الهرطقات(15) (عام 228 م.) ما يلي:

"Women who were reputed to be believers began to take drugs to render themselves sterile, and to bind themselves tightly so as to expel what was being conceived, since they would not, on account of relatives and excess wealth, want to have a child by a slave or by any insignificant person. See, then, into what great impiety that lawless one has proceeded, by teaching adultery and murder at the same time!".

(Another translation): "Whence women, reputed believers, began to resort to drugs for producing sterility, and to gird themselves round, so to expel what was being conceived on account of their not wishing to have a child either by a slave or by any paltry fellow, for the sake of their family and excessive wealth. Behold, into how great impiety that lawless one has proceeded, by inculcating adultery and murder at the same time!"

"إن النسوة  اللائي من المُفترض أنهنَّ مؤمنات بدأن في تعاطي عقاقير لإحالة أنفسهم في حالة من العقر، ويقيِّدن أنفسهم برباط قوي لطرد ما قد يتم الحبل به، وذلك لأنهن -بسبب الأقارب أو الثروة الكثيرة- لا يردن أن يحبلن بطفل من عبد أو شخص عديم القيمة.  فانظروا لهذا العقوق العظيم الذي فعلته تلك النسوة المُخالِفات للقانون، لدرجة نشر الزنى والقتل في الوقت ذاته!"

 

(7) مجمع أنقرة المقدس عام 314 م.(16):

جاء القانون 21 كما ما يلي:

"Concerning women who commit fornication, and destroy that which they have conceived, or who are employed in making drugs for abortion, a former decree excluded them until the hour of death, and to this some have assented. Nevertheless, being desirous to use somewhat greater lenity, we have ordained that they fulfill ten years [of penance], according to the prescribed degrees".

"أما بخصوص النسوة اللائي يرتكبن خطية الفسق، ويتلفن ما قد حبلن به، أو الذين عملوا في مجال صناعة عقاقير الإجهاض، كان هناك قانون سابق لحِرمانتهم حتى ساعة الوفاة، وقد وافق البعض على هذا.  ولكن، في إطار رغبتنا في التساهل، فإننا قدَّرنا بأن تكون فترة التوبة للتكفير مقدرة بعشرة سنوات، وذلك حسب الدرجات المذكورة".

 

(8) البطريرك القديس يوحنا ذهبي الفم (349-407 م.):

في عظاته عن رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية(20) (عام 391 م.) كتب:

"Wherefore I beseech you, flee fornication. . . . Why sow where the ground makes it its care to destroy the fruit?—where there are many efforts at abortion?—where there is murder before the birth? For even the harlot you do not let continue a mere harlot, but make her a murderess also. You see how drunkenness leads to prostitution, prostitution to adultery, adultery to murder; or rather to a something even worse than murder. For I have no name to give it, since it does not take off the thing born, but prevents its being born. Why then do thou abuse the gift of God, and fight with his laws, and follow after what is a curse as if a blessing, and make the chamber of procreation a chamber for murder, and arm the woman that was given for childbearing unto slaughter? For with a view to drawing more money by being agreeable and an object of longing to her lovers, even this she is not backward to do, so heaping upon thy head a great pile of fire. For even if the daring deed be hers, yet the causing of it is thine".

"لذلك ألتمس منكن، اهربوا من الفسوق..  لماذا تبذرون في الأرض ثم تتلفون الثمرة؟ حيث هناك الكثير من الجهود للإجهاض؟ حيث أن هناك قتلًا قبل الميلاد؟ فإن المرأة البغي لا تبقى كذلك فقط، ولكنها تصبح قاتلة أيضًا.  أترون كيف أن السُّكر يتسبَّب في الدعارة، والدعارة إلى الزنى، والزنى إلى القتل؛ أو لشيء أسوأ من القتل.  فليس لديَّ أي اسم أعطيه لهذا الأمر، حيث أنه ليس فقط يأخذ ما قد يولَد، ولكن يمنعهُ من الولادة من الأساس. ولماذا تقوموا بإساءة عطية إنجاب الأبناء وتحويلها للذبح..؟!"

 

(9) القديس جيروم (347-420 م.):

نقرأ في رسائل القديس إيرونيموس(21) (عام 396 م.) ما يلي:

"I cannot bring myself to speak of the many virgins who daily fall and are lost to the bosom of the Church, their mother. . . . Some go so far as to take potions, that they may insure barrenness, and thus murder human beings almost before their conception. Some, when they find themselves with child through their sin, use drugs to procure abortion, and when, as often happens, they die with their offspring, they enter the lower world laden with the guilt not only of adultery against Christ but also of suicide and child murder".

"لا أستطيع أن أحمل نفسي على الكلام عن العذارى الكثيرات اللائي يسقطن يوميًّا ويضِعن من حضن الكنيسة، أمهن..  حتى أن بعضهن يذهب إلى حدٍ بعيد لدرجة أخذ جرعات potions من عقاقير حتى يتسبَّبن في عقمهن،ويقتلن البشر قبل أن يكوَّنوا في الحبل.  حتى أنه عندما تحبل بعضهن من خلال الخطية، يستعملن العقاقير drugs لتسبيب الإجهاض، وأحيانًا كثيرة ما يموتن مع ذريتهن، يذهبن إلى العالم السُّفليس محملات ليس فقط بخطية الزنى ضد المسيح، ولكن كذلك بخطايا الانتحار وقتل الأطفال".

 

(10) القديس أغسطينوس(354-430 م.):

حذَّر القديس أغسطينوس أسقف هيبو عن "قتل الأبناء الغير مولودين"(23) the murder of an unborn child.

 

(11) القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية (329-379 م.):

أ- نقرأ في مجموعة آباء نيقية وما بعدها:

"Women also who administer drugs to cause abortion, as well as those who take poisons to destroy unborn children, are murderesses".

أي "إن النساء اللائي يتناولن عقاقير تؤدي إلى الإجهاض، واللائي يأخذن سمومًا لإتلاف الأبناء الذين لم يولدوا بعد، هنَّقاتِلات"(6).

 

ب- في رسالته القانونية الأولى(17) (عام 374 م.) يقول في قانونه الثاني:

"Let her that procures abortion undergo ten years’ penance, whether the embryo were perfectly formed, or not".

"فلتُعطى تلك التي تدبِّر إجهاضًاقانون توبة لمدة عشرة سنوات، سواء أكان الجنين قد اكتمل تكوينه أم لا".

جـ- وفي قانونه الثامن(18)يكتب القديس باسيليوس:

"He that kills another with a sword, or hurls an axe at his own wife and kills her, is guilty of willful murder; not he who throws a stone at a dog, and unintentionally kills a man, or who corrects one with a rod, or scourge, in order to reform him, or who kills a man in his own defense, when he only designed to hurt him. But the man, or woman, is a murderer that gives a philtrum(19), if the man that takes it dies upon it; so are they who take medicines to procure abortion; and so are they who kill on the highway..".

"إن الذي يقتل شخصًا آخرًا بالسيف، أو يضرب بالفأس على رأس زوجته ويقتلها، هو مدان بالقَتْل العَمْد، وليست الحالة مثل هذه في الذي يقذف بحجر على كلب ولكنه يقتل رجلًا بدون قصد، أو ذلك الذي يضرب آخر بعصا أو بسوط لتأديبهُ، أو ذلك الذي يقتل آخر في دفاعهُ عن نفسه وهو يحاول التهجُّم عليه لإيذائه.  ولكن الرجل أو المرأة لهو قاتل إن أعطى عقار فيلترام philtrum ومات الذي يأخذه بسببه؛ كذا الحال لمن لأولك اللائي يتناولن العقاقير لتسبيب الإجهاض؛ مثلهن مثل الذين يقتلون على الطريق.."

 

(12) البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية (1923-2012 م.):

ظهر جليًّا من مختلف كتاباته رأيه ضد موضوع الإجهاض، وجاء الرأي متسقًا بالطبع مع الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة الأولى..  فنراه مقالاته في جريدة الأهرام وجريدة أخبار اليوموجريدة الجمهورية يتحدَّث صراحة ضد الإجهاض وأنه نوع من القتل(24).  وفي حديثه عن خطايا كُبرى ذكر الإجهاض "قتل جنين"(25).  كذا في عظاته المتنوعة مثل عظته عن الحق، والتي تناول فيها حق الجنين في الحياة، وأن الحالة الوحيدة التي يُسمَح فيها بالإجهاض هي أنه إذا كان الحبل أو مولد الجنين سيتسبَّب في موت الأم(27).  كما تحدث عن جريمة الإجهاض ورأي "علماء" الروح الخاطئ بأن الروح تأتي للجسد بعد فترة من التكوين(28).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح