بدعة شهود يهوه وبدعة السبتيين (1)

بدعة شهود يهوه وبدعة السبتيين (1)

تتلمذ شارل تاز راصل  مؤسس بدعة شهود يهوه على بدعة أخرى وهى بدعة السبتيين التى ظهرت بصورة علانية فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م.. وبدأت حركة شهود يهوه سنة 1876م بواسطة شخص تتلمذ على السبتيين.. والسبتيين تتلمذوا أولاً على المعمدانيين وعلى الميثوديست البروتستانت..

لكن عدم وجود سلطة للتعليم فى الكنيسة، تجعل هناك إمكانية أن أحد المعمدانيين يدرِس بمفرده بفكره الخاص إلى أن يخرج برأى جديد يكوّن بواسطته طائفة جديدة مثلما حدث مع وليم ميللر مؤسس بدعة الأدفنتست السبتيين.

جماعة شهود يهوه ينكرون ألوهية السيد المسيح وينكرون عقيدة الإله الواحد المثلث الأقانيم.. ويرفضون الاعتقاد بأن الابن والروح القدس مساوين للآب فى المجد والربوبية والملك، وأن كل واحد منهم له نفس الجوهر الواحد الذى للآب.

اعتنق شهود يهوه كل عقائد السبتيين تقريباً وأضافوا إليها عقائد أخرى مثل إنكار ألوهية السيد المسيح وإنكار ألوهية الروح القدس.

المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية برئاسة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث قرر رسمياً فى جلسته المنعقدة فى يوم السبت 17 يونيو سنة 1989م اعتبار أن طائفتى شهود يهوه والسبتيين هما طوائف غير مسيحية، لا نعترف بهما كمسيحيين، وحذّر المجمع المقدس من حضور اجتماعاتهما، أو دخولهما إلى بيوت الأقباط الأرثوذكس مثل سائر الهراطقة والمبتدعين..

عملت طائفة شهود يهوه ترجمة خاصة بها للكتاب المقدس اسمها “ترجمة العالم الحديث” نحن لا نعترف بصحة هذه الترجمة لأنهم حاولوا تحريف الكثير من العهد القديم والعهد الجديد.. ولذلك أيضاً حذّر المجمع المقدس من الاعتراف بهذه الترجمة الخاصة بطائفة شهود يهوه.

سنحاول عرض بدعة السبتيين كمثال للنتائج التى من الممكن أن تتسبب فيها العقائد والمبادئ البروتستانتية. ونحذّر شعبنا من اعتناق المذهب البروتستانتى لأن السيد المسيح قال: “من ثمارهم تعرفونهم” (مت7: 16 ،20).

التصدّى للبدعة الأريوسية

عاشت كنيستنا أكثر من 1900 سنة ولم يخرج منها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون كنائس.. عندما نادى أريوس ببدعته وهو قس من الاسكندرية، تصدت له الكنيسة فى الاسكندرية وحكمت عليه عندما أنكر ألوهية السيد المسيح. ولما لجأ إلى قيصرية فى الشرق؛ ظلت كنيستنا تحاصر البدعة التى نادى بها وتكافح من أجل إنهائها تماماً.. وحكم عليه فى مجمع كنيسة الاسكندرية سنة 318م، ثم حُكم عليه فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325م وحُرِّمت تعاليمه، وظل القديس البابا أثناسيوس الرسولى بابا الاسكندرية بعدها يعمل بكل طاقته ويحتمل الكثير طوال مدة جلوسه على الكرسى، بما فى ذلك سنى النفى الطويلة التى قضاها بعيداً عن كرسيه.

واستمر كفاح الكنائس التى اعتنقت مبادئ القديس أثناسيوس حتى تم حسم الأمر نهائياً بالنسبة للبدعة الأريوسية فى المجمع المسكونى الثانى سنة 381م.. كنيسة يقظة، كنيسة تحتمل الآلام بما فى ذلك الاستشهاد أو النفى أو السجن.. كنيسة تحافظ على “الإيمان المسلّم مرة للقديسين” (يه1: 3) ولا تسمح أن يخرج من داخلها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون طوائف جديدة تبتدع فى الدين.

للأسف! استطاعت الإرساليات الأجنبية التى جاءت إلى مصر أن تجتذب البعض من الأقباط الأرثوذكس للانضمام إلى الطائفة البروتستانتية.. لكن لم تخرج الطائفة البروتستانتية ولم تولد فى مصر. أما بدعة السبتيين ومن بعدها بدعة شهود يهوه فقد ولدت من داخل الطوائف البروتستانتية الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية..

نيافة الانبا بيشوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدعة كيرينثوس

مكانة المرأة في الخدمة الكنسية والحياة النسكية – د. سعيد حكيم

أسئلة عن تلاميذ السيد المسيح